بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين .
يا طيب : قد ورد تأكيد استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين من بعد مقتله ، وهو في يوم العشرين من صفر ، والمرافق لتجدد ذكراه عليه السلام في كل سنة إلى يوم القيامة إن شاء الله وبفضله سبحانه .
كما وقد وردت : في ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، أحاديث كثيرة في فضل الزيارات الخاصة ، فمن يحب التعرف عليها عليه أن يراجعها في محلها من كتب الأدعية والزيارة ، ولكن نذكر هنا أحاديث فضل زيارته عليه السلام بصورة عامة وفي كل حين ومن أي مكان من البلاد بالسلام عليه ، وذلك لنشتاق للسلام عليه والإقرار بإمامته والسير على منهجه القويم في كل حين ، ثم نذكر حديث ثواب زيارة الأربعين ونصها ، ونسألكم الدعاء والزيارة .
ثم نذكر بعض آثار زيارة الإمام الحسين في الأربعين : لنشر مبادئ الدين ومنهج الحسين عليه السلام بصورة عامة وبالخصوص في الزمن الأخير ، وذلك بذكر مقال كتبناه في سنة 1425 هجري بعد ذهاب الطاغية وتجمع الإعلام العالمي لنقل أحداث زيارة الأربعين الكامنة عقيدة ودين في قلوب المؤمنين , وظهورها بعد كتم طويل ، وقد جاوز الثلث قرن تقريبا من حكم الظلمة والطغاة ومنعهم لهذه الزيارة المباركة .
ولكنه حب الحسين عليه السلام عند المؤمنين الطيبين : وحب المسير على منهجه القويم ظهر بأعظم تجلي وتجمع جماهيري عقائدي ديني ، وذلك في مسيرهم مشيا على الأقدام من كل بقاع العراق بأبدانهم وأرواحهم ، وفي غيره من البلاد بقلوبهم ، وتوجههم لقصد زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين في تلك السنة بالخصوص ، وبذلك ظهر أجمل تحمل لإخلاص العبودية لله سبحانه وتعالى ، وذلك بالتجلي بإظهار إطاعة أولي أمره والسلام على الشهيد المقدس سيد شباب أهل الجنة حقا ، والذي كان من أجل نشر هدى دين الله الحق ، والذي قد تفانى هو وآله وصحبه الكرام بكل إخلاص في سبيله ، فقدموا أنفسهم يشرون رضوان الله ويعرفون محل هدى الله الحق الواقعي عند أهله المصطفين الأخيار ، وهم آله آل محمد الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، والذين كانوا مظهرا جليا لحقيقة الإخلاص في طاعة الله بحق ، وبكل نور أشرق من علمهم حديثا ومنطقا ، ومن عملهم وسيرة وسلوكا ، حتى كانوا عين الدين حقا ومنهجا مقربا لله واقعا .
وذلك بفضل الله عليهم وعلينا : إذ جعلهم أئمة يهدون بأمره المرافق لأئمة الحق وولاة هداه ، ثم عرفهم لنا بكل سبيل حق وصراط مستقيم يسلك بنا لأفضل نعمه في الوجود ، وهي نعمة الهداية لدينه القويم ، والذي به كل نعيم واقعي في الدنيا وآخرة ، وهذا توفيقه تعالى وفضله العظيم لعباده الطيبين .
وهذا الكراس يا أخي : كان هو أحد أبواب صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، وقد حببنا أن نختصره هنا ونفرده بكتيب فيه ذكر لأهم الأحاديث في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام بصورة عامة ، وبالخصوص ذكر نص زيارة يوم الأربعين له عليه السلام ، ومع ذكر للمقال المذكور في آخر بحث مجالس سفينة النجاة حيث يُعرفنا شيء من شأن الإمام الحسين عليه السلام الكريم ، وحكمة الله تعالى فيما يجري على المؤمنين وغيرهم من تداول الأيام بينهم ، وذلك لإظهار دينه الحق وتعريفه ، ولتمحيص المؤمنين المخلصين له حقا من غيرهم المتهاوين في الظلم والظلام والظلمة والضلال لأئمة الطغيان وأولياء الشيطان .
وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم : بهذا الكتيب ويجعلنا مع الإمام الحسين عليه السلام وآله الكرام في أعلا مراتب المجد ، ونور الكرامة والنعيم المعد لعباد الله المخلصين ، إنه أرحم الراحمين، ورحم الله من قال آمين ، ونسألكم الدعاء والزيارة .